مرض السل عبارة عن عدوى تسببها جرثومة يمكن أن تنتشر عن طريق الغدد الليمفاوية ومجرى الدم إلى جميع أنحاء الجسم، في أغلب الحالات يمكن العثور على الجرثومة في الرئتين تحديدًا.
أغلبية الذين يتعرضون لجرثومة السل لا تظهر لديهم أية أعراض إطلاقًا، نظرًا لأن هذه الجرثومة تستطيع العيش بشكل كامن في الجسم لفترات زمنية طويلة جدًا.
لكن، في حال ضعف الجهاز المناعي تستفيق الجرثومة لتصبح نشيطة وفعالة لتسبب تلف وموت أنسجة العضو الذي تهاجمه.
مرض السل النشط هو مرض فتاك إذا لم تتم معالجته بالطريقة المناسبة، بما أن الجرثومة التي تسبب ظهور مرض السل تنتقل عن طريق الهواء فإن مرض السل يعد معديًا جدًا، ولكن من شبه المستحيل الإصابة بالعدوى نتيجة لقاء اجتماعي لمرة واحدة مع شخص مصاب بمرض السل، إذ يتحتم تعرضه للجرثومة بشكل دائم أو العيش أو العمل مع شخص مصاب بمرض السل بصورته النشطة.
السل في حالته الكامنة قد يتحول في النهاية إلى حالته الفعالة، ولذا فمن المفضل إعطاء العلاج الدوائي أيضًا للأشخاص الذين لا تظهر لديهم أية أعراض مرضية، وذلك لأن العلاج الدوائي يستطيع التخلص من الجراثيم الكامنة في الجسم قبل أن تتحول إلى حالتها الفاعلة.
في الماضي كان مرض السل منتشرًا جدًا على مستوى عالمي، لكنه أصبح نادر الوجود أكثر فأكثر بفضل علاجات المضادات الحيوية التي بُدئ بإعطائها لمعالجة مرض السل منذ سنوات الخمسين من القرن العشرين.
قبل نحو عقدين من الزمن أعلنت إدارة الصحة الأمريكية أنه قد تم استئصال مرض السل والقضاء عليه نهائيًا في مختلف أنحاء العالم، لكن هذا الإعلان كان سابقًا لأوانه إذ عاد مرض السل ليظهر بصورة جديدة تسمى السل المقاوم لأدوية متعددة (Multidrug Resistant Tuberculosis)، هذا النوع من السل مقاوم لجميع الأدوية المعروفة حتى الآن.
غالبية الذين يتعرضون لجرثومة السل لا تظهر لديهم أية أعراض إطلاقًا، إذ أن هذه الجرثومة تستطيع العيش بشكل كامن في الجسم لفترات زمنية طويلة جدًا، أما أعراض مرض السل الفعال تشبه التهابات أخرى في مجرى التنفس وتمتاز بالآتي:
بما أن الجرثومة التي تسبب ظهور مرض السل تنتقل عن طريق الهواء، فإن مرض السل يعد مرضًا معديًا جدًا كما ذكرنا سابقًا، وهذا لا يعني انتقال العدوى من لقاء واحد مع مريض السل بل يتطلب الأمر عدة لقاءات وتواصل معه.
حتى عندما يحدث ذلك فعلًا فقط 10% من الأشخاص الذين يتعرضون لجرثومة السل يتطور عندهم المرض الفعال لاحقًا نظرًا لأن الجرثومة تكون موجودة على الغالب في حالة غير فعالة أي كامنة عندما تدخل إلى الجسم.
أما الآخرون أي نسبة 90% من الذين يتعرضون للجرثومة فيتم اعتبارهم مصابين بمرض السل المخفي، بحيث لا تظهر لديهم أية أعراض لمرض السل ولا ينقلون العدوى إلى آخرين.
السل قد يتحول في النهاية من حالته الكامنة إلى حالته الفعالة كما أسلف.
تشمل مضاعفات مرض السل ما يأتي:
هناك نوعان من الاختبارات التي تستخدم للكشف عن بكتيريا السل في الجسم وهما: اختبار الجلد لمرض السل واختبارات الدم الخاصة بمرض السل.
يُخبر اختبار الجلد الإيجابي لمرض السل أو فحص دم السل فقط أن الشخص قد أصيب ببكتيريا السل، ولا يُوضح ما إذا كان الشخص مصابًا بعدوى السل الكامنة أم أنه تطور إلى مرض السل، هناك حاجة لاختبارات أخرى مثل تصوير الصدر بالأشعة السينية وعينة من البلغم لمعرفة ما إذا كان الشخص مصابًا بمرض السل.
إذا تم العثور على شخص مصاب ببكتيريا السل، يلزم إجراء اختبارات أخرى لمعرفة ما إذا كان الشخص مصابًا بعدوى السل الكامنة أو مرض السل.
يمكن علاج مرض السل عن طريق تناول العديد من الأدوية لمدة 6 – 9 أشهر، هناك 10 عقاقير معتمدة حاليًا من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لعلاج مرض السل، من بين الأدوية المعتمدة فإن الخط الأول من عوامل مكافحة السل التي تشكل أساس نظم العلاج هي